اسلاميات
،
تربية
،
دين و دنيا
،
طفولة و أمومة
،
قسم المرأة
لا تلوموا الناس علي ذنوبهم | فقد يكون المذنب مبتلي .
لا تلوموا الناس علي ذنوبهم | فقد يكون المذنب مبتلي .
و قد يكون المذنب ضعيفا أمام ارتكاب الذنوب فوقع تحت ضعفه أو حرمانه فأنساه الشيطان أو نفسه الأمارة بالسوء .
انت تلوم المذنب :
و الله الرؤف الرحيم الذي أذنب العبد في حقه يعذر المذنب الضعيف و كأنه يربت علي ظهر المذنبين في عطف و حنان و يقول لهم " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " لعل فتح طاقة الأمل هذه ، و هذا الحب الذي يعامل الله به الذنب يكون حافزا له علي التوبة .
بل أن الله سبحانه أنزل قرآنا يُتلي إلي يوم القيامة و كأنه سبحانه يوبخ فيه من يلوم المذنب ، و ينشل فيه المذنب من أن يقع في بئر اليأس و الإحباط بسبب ذنبه ففتح له باب الأمل علي مصراعيه ليبادر المذنب إلي الإعتذار و التوبة ، بقوله تعالي "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "
و قول الله سبحانه و تعالي " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "
و قول الله سبحانه و تعالي " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا "
انت تلوم المذنب و تكرهه :
انت تلوم المذنب و تكرهه ، و الله يحبه إذا تاب من ذنبه فقال سبحانه و تعالي " ......إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "
و يُروي في الأثر أنه في زمان المسيح سيدنا عيسي عليه السلام زنت إمرأة فأرادوا أن يقيموا عليها الحد ، و تكالب عليها القوم ، و كل من هب و دب أمسك بالحجارة و أراد أن يرجمها ، فهنا تدخل السيد المسيح ، و كأنه رأي فيهم الكثير من شرار القوم الذين لا يتناهون عن الذنوب ، و كأنه أراد أن يقنن إقامة الحد فلا يطبقه كل من هب و دب و هو لا يمتلك بينة أ و دليل ، و كأنه أراد أن يرحم هذه المسكينة حتي و هي يُقام عليها الحد ، فأراد أن يشل أيديهم التي تتعجل الإنتقام ، ويشل ألسنتهم التي ترمي الناس سواء بالحق أو بالباطل فقال لهم المسيح : من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر :
فأرحموا المذنبين كونوا من أصحاب الرحمة و الشفقة :
فأرحموا المذنبين ، و كفوا السنتكم عنهم فكلنا ذنوبُ و للناس السنُ ، ارحموا المذنب الذي يقع تحت وطأة ذنبه ووطأة الشعور بعقدة الذنب ، ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء ، و من مقتضيات الرحمة أنّك إذا استطعت أن تنصحه و تنهاه برفق عن الذنب فافعل فأنت لست قاضيا لتزجره أو وصيا عليه ، انصحه برفق فإن استجاب فلك الأجر و الثواب ، و إن أبي فحسابه علي الله .
و قد كان منهج الله عز و جل هو الرفق و الرحمة في كل شيئ :
و مما يشير إلي ذلك أن من أسماء الله الحسني الرحمن ، الرحيم ، الغفور ، الرؤف ، الرحيم ، التواب ، الغفار
و قد وجّه الله سبحانه الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم إلي ذلك المنهج في كل أمر ، فقد خاطب الله سبحانه نبيه بذلك فقال له " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ "
و من ذلك قول الله سبحانه و هو يوجه الرسول صلي الله عليه و سلم " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "
و من ذلك قول الله سبحانه " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ "
فإذا كان هذا هو منهج الخالق سبحانه يقوم علي الرفق و الرحمة ، و نهج الرسول صلي الله عليه وسلم يقوم علي الرفق و الرحمة ، فماذا عنّا نحن .
فبادر بالتوبة عن الظلم ، و استغفر الله علي ذلك .
" فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ " صدق الله العظيم .
و في الختام أقول لكم :
" إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
كاتب المقال / احمد عبد المنعم داود – باحث و مدون عربي مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق